في هذا المقال المفصل، لن نكتفي بسرد الأرقام. سنغوص في أعماق كل تفصيل متاح حول Death Stranding 2: On the Beach. سنحلل متطلبات التشغيل المتوقعة على الكمبيوتر بشكل دقيق، ونناقش موعد الإصدار الفعلي لنسخة الحاسب الشخصي، ونفكك ألغاز القصة وتوقعاتها بناءً على كل العروض والإعلانات المتاحة حتى لحظة كتابة هذه السطور في أواخر عام 2025. استعد لرحلة طويلة، فهذا المقال هو "توصيلتك" الأولى نحو عالم "على الشاطئ".
أهلاً بك أيها الرائد! إذا كنت هنا، فأنت لست مجرد لاعب، بل أنت "سام بورتر بريدجز" جديد، مستعد لحمل أثقال العالم على كتفيك مرة أخرى. بعد النجاح الفلسفي والتقني الذي حققته لعبة Hideo Kojima الأولى، يعود العبقري الياباني ليطرح علينا السؤال الأعمق: "هل كان يجب أن نتصل؟". مرحباً بك في الدليل الشامل والنهائي للتحفة الفنية المنتظرة: Death Stranding 2: On the Beach.
لقد غيّر الجزء الأول مفهوم ألعاب العالم المفتوح، محولاً فعل "التوصيل" البسيط إلى ملحمة إنسانية حول التواصل والعزلة. والآن، الجزء الثاني يعد بتوسيع هذا العالم، ليأخذنا إلى ما وراء شواطئ أمريكا، إلى أماكن جديدة، ومع تحديات أكثر قسوة، وفلسفة أكثر تعقيداً. لكن هذا التوسع لا يأتي بلا ثمن. فمع إطلاق اللعبة مؤخراً على جهاز PlayStation 5، يتجه مجتمع لاعبي الكمبيوتر الآن نحو السؤال الأهم: هل أجهزتنا مستعدة لهذه الرحلة التقنية الفائقة؟
موعد الإصدار: هل حان وقت العودة إلى الشاطئ؟
قبل أن نتحدث عن المواصفات، دعنا نوضح النقطة الأكثر إلحاحاً: متى يمكننا لعب Death Stranding 2: On the Beach على الكمبيوتر؟
كما يعلم الكثيرون، فإن Hideo Kojima وشركة Sony Interactive Entertainment يربطهما تاريخ طويل من التعاون. وكما كان متوقعاً، صدرت اللعبة بشكل حصري أولاً على جهاز PlayStation 5.
تاريخ إصدار PlayStation 5: صدرت لعبة Death Stranding 2: On the Beach بشكل رسمي لمنصة PlayStation 5 في تاريخ 26 يونيو 2025. وقد حظيت اللعبة بإشادة نقدية هائلة فور صدورها، حيث أشاد النقاد بالرسوميات المذهلة التي يقدمها محرك Decima المطور، والقصة العميقة، والتوسع الهائل في آليات اللعب.
وماذا عن نسخة الكمبيوتر (PC)؟ هنا يكمن السؤال الذهبي. حتى لحظة كتابة هذا المقال (أكتوبر 2025)، لم يتم الإعلان عن تاريخ إصدار رسمي لنسخة الحاسب الشخصي. لكن، لا داعي للقلق، فالأمر شبه مؤكد.
إذا نظرنا إلى تاريخ الجزء الأول، Death Stranding، فقد صدر على PS4 في نوفمبر 2019، ثم وصل إلى الكمبيوتر الشخصي في يوليو 2020، أي بعد حوالي 8 أشهر. لاحقاً، نسخة Director's Cut اتبعت نمطاً مشابهاً.
بناءً على هذا النمط، يمكننا توقع أن تكون فترة الحصرية المؤقتة لـ Death Stranding 2 على PS5 مشابهة، وربما أقصر قليلاً نظراً لامتلاك Kojima Productions حقوق الملكية الفكرية بالكامل الآن.
التوقع الأكثر واقعية لإصدار نسخة الكمبيوتر هو في الربع الأول أو الثاني من عام 2026.
هذا الانتظار، على الرغم من صعوبته، يمنح لاعبي الكمبيوتر فرصة ذهبية للاستعداد وتجهيز أجهزتهم للوحش التقني القادم. فمحرك Decima المطور خصيصاً ليناسب قدرات PS5 Pro وتقنية PSSR (PlayStation Spectral Super Resolution)، سيتطلب عتاداً قوياً ليعمل بكامل إمكاناته على الكمبيوتر.
توقعات القصة: "هل كان يجب أن نتصل؟"
إذا كان الجزء الأول يدور حول "الحبل" (Rope) – أي أهمية الاتصال وبناء الجسور – فإن Hideo Kojima صرح بأن الجزء الثاني يدور حول "العصا" (Stick) – أي الصراع والقتال الذي ينشأ حتماً بعد الاتصال. السؤال المحوري للعبة، "هل كان يجب أن نتصل؟"، يضعنا أمام عواقب أفعالنا في الجزء الأول.
عودة سام وجسر السحب (Drawbridge): يعود "سام بورتر بريدجز" (نورمان ريدوس) كبطل للعبة، لكنه يبدو أكبر سناً وأكثر إنهاكاً. نرى في العروض عودة "فراجايل" (ليا سيدو)، التي تبدو وأنها تعافت بطريقة ما. الأهم من ذلك، أنها تدير الآن شركة جديدة تسمى "Drawbridge" (الجسر المتحرك)، وهي منظمة مدنية تهدف إلى مواصلة توسيع الشبكة الكيرالية، ولكن هذه المرة خارج حدود الولايات المتحدة المدمرة (UCA).
مهمة جديدة: ما وراء الـ UCA: الرحلة هذه المرة تأخذنا إلى قارات جديدة. العروض أظهرت بوضوح تضاريس صحراوية قاسية، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأننا سنتجه إلى المكسيك وربما حتى أستراليا. هذا يمثل توسعاً هائلاً في العالم، يتطلب مركبات جديدة وآليات تنقل مبتكرة.
سفينة "ماجلان" (DHV Magellan): يبدو أن قاعدتنا الرئيسية الجديدة ستكون سفينة ضخمة تسمى "DHV Magellan". هذه السفينة ليست مجرد قاعدة، بل هي قادرة على الغوص والتحرك عبر بحار القار (Tar)، مما يتيح لنا الانتقال بين هذه القارات الجديدة. هذا يفتح الباب أمام عالم شبه مفتوح أكثر ضخامة وتنوعاً من أي وقت مضى.
الأعداء الجدد والعالم المتغير: لم يعد الخطر مقتصراً على "الكائنات الشاطئية" (BTs) فقط. العروض أظهرت أعداءً آليين جدد يشبهون "Ghost Mechs"، مما يشير إلى أن فصائل بشرية معادية طورت تكنولوجيا قتالية متقدمة. العالم نفسه أصبح أكثر ديناميكية وعدائية. رأينا كوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات والانهيارات الصخرية التي تحدث بشكل ديناميكي، مما يجعل كل رحلة توصيل تحدياً لا يمكن التنبؤ به.
لغز "لو" والشخصيات الغامضة: "لو" (Lou)، الكائن الطفولي الذي رافقنا في الجزء الأول، كبر وأصبح طفلاً صغيراً. لكن يبدو أن هناك سراً كبيراً حوله. كما يعود "هيجز" (تروي بيكر) بشكل مفاجئ، ولكن هذه المرة يبدو كـ "سايبورغ" يستخدم جيتاراً كهربائياً كسلاح.
بالإضافة إلى ذلك، هناك شخصية غامضة تشبه "الدمية" (يؤدي صوتها المخرج فاتح أكين) ترافق سام، ويبدو أن المخرج الشهير "جورج ميلر" (مخرج Mad Max) له ظهور خاص في اللعبة، مما يعزز الطابع الصحراوي القاسي للعبة.
القصة تعد بأن تكون رحلة فلسفية معقدة حول عواقب الاتصال، الصراع الحتمي بين الأيديولوجيات، ومعنى الإنسانية في عالم يحاول التعافي.
محرك Decima المطور: وحش رسومي جديد
لفهم متطلبات التشغيل، يجب أولاً أن نفهم التكنولوجيا الكامنة خلفها. Death Stranding 2 لا تستخدم محرك Unreal 5، بل تستخدم نسخة مطورة ومحسنة بشكل جذري من محرك Decima Engine، وهو نفس المحرك الذي طورته Guerrilla Games لسلسلة Horizon.
هذه النسخة الجديدة من Decima تم تصميمها خصيصاً للاستفادة من أقصى قدرات جهاز PS5، وتحديداً معالجاته السريعة وتقنيات تتبع الأشعة، ودعم كامل لتقنية PSSR (نظير سوني لتقنية DLSS/FSR).
هذا يعني أن نسخة الكمبيوتر ستكون وحشاً تقنياً حقيقياً. نتوقع أن تدعم اللعبة على الكمبيوتر تقنيات NVIDIA DLSS 4.0 (أو ما يوازيها)، و AMD FSR 3.0، و Intel XeSS منذ اليوم الأول، لأنها ستكون ضرورية لتحقيق معدلات إطارات عالية.
الرسوميات التي رأيناها، من تفاصيل وجوه الشخصيات الواقعية بشكل مخيف إلى البيئات الواسعة ذات التفاصيل الدقيقة، والفيزياء المعقدة للفيضانات والانهيارات، كلها تشير إلى أن هذه اللعبة ستضع معياراً جديداً للرسوميات على الكمبيوتر، وستتطلب عتاداً يرقى إلى مستوى هذا الطموح.
متطلبات تشغيل Death Stranding 2 على الكمبيوتر (المتوقعة)
نقطة هامة جداً قبل البدء: هذه المتطلبات ليست رسمية بعد من Kojima Productions. إنها توقعات مبنية على تحليل دقيق لإصدارات الألعاب الكبرى المشابهة في عام 2025 (مثل GTA 6 و Battlefield 6)، ومتطلبات محرك Decima المطور، وحقيقة أن اللعبة مصممة للجيل الجديد فقط (PS5/PC).
لقد ولت أيام 8 جيجابايت من الرام وبطاقات GTX 1060. مرحباً بكم في المعيار الجديد.
ملاحظة هامة جداً: SSD إلزامي! الجزء الأول كان يوصي باستخدام SSD. الجزء الثاني، مثل كل ألعاب الجيل الحالي، سيكون إلزامياً (Mandatory). العالم المفتوح الضخم وتقنية "التدفق" (Streaming) للأصول عالية الجودة تجعل استخدام قرص HDD ميكانيكي أمراً مستحيلاً. نتوقع أن يكون حجم اللعبة حوالي 150 جيجابايت، لذا تأكد من توفير مساحة على قرص NVMe SSD فائق السرعة.
الحد الأدنى لمتطلبات التشغيل (المتوقعة)
الهدف: 1080p / 30 إطاراً في الثانية / إعدادات منخفضة (Low)
نظام التشغيل (OS): Windows 10 (إصدار 64 بت)
المعالج (CPU): Intel Core i5-11600K أو AMD Ryzen 5 5600X
الذاكرة العشوائية (RAM): 16 جيجابايت
بطاقة الرسوميات (GPU): NVIDIA GeForce RTX 3060 (12GB) أو AMD Radeon RX 6700 XT (12GB)
ذاكرة الفيديو (VRAM): 12 جيجابايت
مساحة التخزين (Storage): 150 جيجابايت (SSD إلزامي)
تحليل الحد الأدنى: نعم، ما تراه صحيحاً. نتوقع أن تكون بطاقة مثل RTX 3060 هي الحد الأدنى. السبب؟ ذاكرة الفيديو (VRAM). محرك Decima المطور، مع الأنسجة عالية الدقة، يستهلك ذاكرة الفيديو بشكل كبير. بطاقات 8 جيجابايت قد تواجه صعوبة بالغة حتى على الإعدادات المنخفضة. 16 جيجابايت من الرام أصبحت المعيار الأدنى بلا منازع في 2025. هذه المواصفات تسمح لك بتجربة اللعبة، ولكنها لن تكون التجربة السينمائية التي أرادها كوجيما.
المتطلبات الموصى بها (المتوقعة)
الهدف: 1080p / 60 إطاراً في الثانية / إعدادات عالية (High)
نظام التشغيل (OS): Windows 11 (إصدار 64 بت)
المعالج (CPU): Intel Core i5-13600K أو AMD Ryzen 5 7600X
الذاكرة العشوائية (RAM): 24 جيجابايت
بطاقة الرسوميات (GPU): NVIDIA GeForce RTX 4070 (12GB) أو AMD Radeon RX 7800 XT (16GB)
ذاكرة الفيديو (VRAM): 12 جيجابايت أو أعلى
مساحة التخزين (Storage): 150 جيجابايت (NVMe SSD موصى به بشدة)
تحليل المواصفات الموصى بها: هذه هي الفئة التي يستهدفها معظم اللاعبين. هنا نرى قفزة إلى معالجات الجيل الأحدث لضمان 60 إطاراً ثابتة. الملاحظة الأهم هي 24 جيجابايت من الرام. ألعاب العالم المفتوح الكثيفة أصبحت تستهلك أكثر من 16 جيجابايت بسهولة، ووجود 24 جيجابايت (أو 32 جيجابايت) يمنع أي تقطيع (Stuttering) عند التنقل السريع في العالم. بطاقة RTX 4070 أو RX 7800 XT توفر التوازن المثالي بين الأداء واستهلاك ذاكرة الفيديو لتجربة 1080p فاخرة.
متطلبات تشغيل 1440p / Ultra (المتوقعة)
الهدف: 1440p / 60+ إطاراً في الثانية / إعدادات فائقة (Ultra)
نظام التشغيل (OS): Windows 11 (إصدار 64 بت)
المعالج (CPU): Intel Core i7-14700K أو AMD Ryzen 7 7800X3D
الذاكرة العشوائية (RAM): 32 جيجابايت
بطاقة الرسوميات (GPU): NVIDIA GeForce RTX 4080 (16GB) أو AMD Radeon RX 7900 XTX (24GB)
ذاكرة الفيديو (VRAM): 16 جيجابايت أو أعلى
مساحة التخزين (Storage): 150 جيجابايت (NVMe SSD Gen4/Gen5)
تحليل 1440p: هنا ندخل منطقة عشاق الألعاب (Enthusiast). دقة 1440p مع إعدادات Ultra ستكون شديدة المتطلبات. معالج Ryzen 7 7800X3D بفضل تقنية 3D V-Cache سيكون خياراً مثالياً لهذه اللعبة التي تعتمد على تدفق البيانات. 32 جيجابايت من الرام تصبح ضرورية، وبطاقات الفئة العليا مثل RTX 4080 أو RX 7900 XTX ضرورية لضمان معدل إطارات سلس دون التضحية بالجودة البصرية المذهلة لمحرك Decima.
متطلبات تشغيل 4K / Ultra (تجربة الجيل القادم)
الهدف: 4K / 60+ إطاراً في الثانية / إعدادات فائقة (Ultra) / تتبع الأشعة (Ray Tracing) مفعل
نظام التشغيل (OS): Windows 11 (إصدار 64 بت)
المعالج (CPU): Intel Core i9-14900K أو AMD Ryzen 7 9800X3D
الذاكرة العشوائية (RAM): 48 جيجابايت
بطاقة الرسوميات (GPU): NVIDIA GeForce RTX 4090 (24GB) أو (NVIDIA GeForce RTX 5090 32GB)
ذاكرة الفيديو (VRAM): 24 جيجابايت أو أعلى
مساحة التخزين (Storage): 150 جيجابايت (NVMe SSD Gen5 فائق السرعة)
تحليل 4K: هذه هي التجربة المطلقة. لتشغيل Death Stranding 2 بدقة 4K مع تفعيل كل المؤثرات البصرية وتتبع الأشعة، ستحتاج إلى أقوى ما هو متاح في السوق. بطاقة RTX 4090 هي الحد الأدنى لهذه التجربة، ومع إصدار سلسلة RTX 5000 مؤخراً، فإن بطاقة RTX 5090 الجديدة هي ما تم تصميم هذه اللعبة لتستغله بالكامل. القفزة إلى 48 جيجابايت من الرام قد تبدو جنونية، لكن مع الأصول عالية الدقة (High-Resolution Assets) المطلوبة لدقة 4K، يصبح هذا الرقم منطقياً لتجنب أي اختناقات.
الخاتمة: هل أنت مستعد لإعادة الاتصال؟
لعبة Death Stranding 2: On the Beach ليست مجرد تكملة، بل هي تطور لفلسفة Hideo Kojima. إنها رحلة جديدة ستختبر صبرنا، ذكاءنا، والآن... عتاد أجهزتنا. مع صدورها على PS5 في يونيو 2025، بدأ العد التنازلي لوصولها إلى الكمبيوتر الشخصي في وقت ما من عام 2026.
المتطلبات المتوقعة مرتفعة، بلا شك. إنها تعكس نقلة نوعية في صناعة الألعاب، حيث أصبحت 16 جيجابايت من الرام و 12 جيجابايت من VRAM هي نقطة البداية الجديدة، وأصبحت أقراص SSD السريعة إلزامية.
لديك بضعة أشهر لتجهيز جهازك. ابدأ في التخطيط لترقياتك، وفر مساحة على قرص الـ SSD الخاص بك، واستعد نفسياً لرحلة أخرى عميقة ومؤثرة في عالم Hideo Kojima. الرحلة "على الشاطئ" ستكون قاسية، لكنها بلا شك ستكون تجربة لا تُنسى. غداً بين يديك.
تعليقات
إرسال تعليق